الاثنين، 29 فبراير 2016

إصلاح الفرض الأول للفترة الثانية شعب علمية

 1 ـ التمرين الأوّل:( نقطتان ):
قيل: "ثمّة شيء مشترك بيني وبين الآخر، وهو أنّنا مختلفون". بيّن دلالة "الاختلاف"؟
-         التنوع والتعدد
-         الكثرة
-         اختلاف الآراء والأفكار وتنوعها واختلاف وتنوع الثقافات.

التمرين الثاني (2ن)
"على الإنسانية... أن تحترس دون شك من خصوصية عمياء... تنزع إلى قصر الصفة الإنسانية لعرق ما أو ثقافة ما."
قدم حجة تثبت من خلالها صحة هذا الادعاء.
 - يقود ترسيخ هذه الفكرة إلى تفشّي التعصّب والانغلاق ممّا يفسّر الصدام بين الحضارات.
- التسليم بهذه الفكرة يفسح المجال أمام انتشار العنصرية. والاعتقاد في وهم التفوّق الذي يبرّر الاستعمار

التمرين الثالث:
تُعني الهويّات الإثنيّة والدينيّة بالمكان الذي أتيْنا منه وبالمكان الذي سنرحل إليه، أي بوجودنا بالكامل، وليست مجرّد لحظة من حياتنا. فهذه الهويّات، بالنسبة إلى أكثر الناس، هي التي تـعطي، أوّلا وقبل كلّ شيء، معنى عميقا جدّا «للأسماء» التي نـُعرّف بها أنفسنا باعتبارنا أفرادا أو مجموعات. وهي تزوّد الحبكة لروايات حياتنا، بشكل منفرد وجماعي، وهي مرتبطة ارتباطــا وثيقا بمعتقداتنا الأكثر عمقا حول الحيــاة، والكــون، وكلّ شــيء. وعلاوة على ذلك، ترتبط الهويات الإثنيّة، والدينيّة في معظم الثقافات بالإنتاج، باعتبــار أنـّها تحدّد للمرء الشخص الذي يُمكنه الزواج منه، بقطع النظر عمـّا إذا كان التـزاوج بيـن الأقارب أو الزواج من خارج العشيرة يشكّل القاعدة الثقافيّة ويمنحهم هذا، بطبيعة الحال، بـُعْدًا نـُشـُوئيا.
 جون جوزيف ـ اللغة و الهوية ـ سلسلة عالم المعرفة عدد: 342 صفحة: 233
المطلوب:
1  ـ حدّد الأطروحة المثبتة. (1.5)
2  ـ ما القيمة التي يحدّدها الكاتب للهويّة الإثنيّة ؟ وهل يستوفي ذلك حقيقة الهويّة ؟  (1.5)
3  ـ ما قيمة الأفراد بالهويّة الإثنيّة و الدينيّة ؟  (1.5)
4  ـ هل الهويّة الإثنيّة و الدينية ثابتة أم متحوّلة ؟  (1.5)


1 ـ الأطروحة المثبتة:
قيمة الهويّة الإثنيّة والدينيّة في تحديد الشعور بالانتماء وإضفاء المعنى على وجود الفرد والجماعة في ارتباطها بالمعتقدات وبالإنتاج وبالتزاوج.
2 ـ ما القيمة التي يحدّدها الكاتب للهويّة الإثنيّة ؟ وهل يستوفي ذلك حقيقة الهويّة ؟
تكمن قيمة الهويّة الإثنيّة والدينيّة في إضفاء الدّلالة والمعنى على وجود الأفراد والجماعة على مستوى دلالات الأسماء وهي تأخذ شكلا قدسيا في ارتباطها بالمعتقدات التي تفسّر الحياة والكون وتنظّم الإنتاج والتزاوج.... قد تتضمّن هذه الهويّة كلّ أبعاد الهويّه لكنّها تبقى محدودة إذ يمكن للهويّة أن ترتكز على مقوّمات أخرى تُمكّن مجموعات مختلفة من حيث الانتماء الديني أن ينخرطوا في هويّة واحدة كالانتماء إلى الأمّة مثلا.
3 ـ ما قيمة الأفراد بالهويّة الإثنيّة والدينيّة ؟
يكتسب الأفراد قيمة بالانتماء إلى الهوية الإثنية والدينية حيث يكتسبون الدلالة من خلال السّماء التي يُعرّفون بها أنفسهم سواء بما هم أفراد أو مجموعات وهي التي تحدّد قواعد حياتهم مثل الزواج.
4 ـ هل الهويّة الإثنيّة والدينية ثابتة أم متحوّلة ؟
الهويّة الدينيّة والإثنيّة ثابتة بما هي تتعلّق بالديني أو المقدّس وهي تعمل على أن تخلد في الأفراد من خلال تحوّلها إلى قاعدة ثقافيّة تمنح الأفراد بعدا نشوئيا.
القسم الثاني:
السؤال الثاني: هل يحق لثقافة ما ادّعاء الكونية؟
العمل التحضيري
مرحلة الفهم:
مبحث الموضوع: الثقافة والكونية/علاقة الثقافة الكونية بالخصوصية/الهوية الثقافية والكونية.
المفاهيم المركزية:
الثقافة: هي نمط عيش مجتمع ما وتشمل أسلوب حياة الشعب ومحيطه الفكري ونظرته إلى الحياة وتكون نابعة من ظروفه واحتياجاته وبيئته الجغرافية. لذلك نسمّي ثقافة هذا الكلّ الذي يشمل العادات الفنية والدينية والفلسفية وكلّ الأشكال المكتسبة لسلوك مجموعة أفراد
هذا يعني أن ما يميز الثقافة هو تنوعها بتنوع الشعوب وتساوي في مستوى القيمة
الكوني: هو ما يتسع لكل شيء وما يشمل كلّ الناس بقطع النظر عن ثقافتهم الخاصة.
← المشكل متأتي إذن من التقابل بين معنى الثقافة بما تعنيه من خصوصية وهويّة ومعنى الكونية بما تحمله من إطلاقية تجعلها "تفرض" نفسها على كلّ الثقافات الأخرى وبالتالي كيف يمكن لما هو خصوصي أن يحمل ما هو مطلق؟ قيم تفرض نفسها على كلّ الثقافات الأخرى دون أن تكتسبها في سيرورة التجاوز التي تمكن شعبا ما من التحرّر ولو جزئيا من خصوصياته؟
 يتعلق الأمر إذن في السؤال   بالبحث عن نوع من المصالحة بين التنوع والكونية في سيرورة ثقافية خاصة تكتسب وتمرّر عناصر جديرة بأن تنتمي لحضارة كونية دون أن تقضي على التنوع وتطمسه مثلما هو حال العولمة.
أطروحة الموضوع:
إن ثقافة ما يمكن أن تكون حاملة لقيم كونية.
الأطروحة المخالفة:
إنّ ادّعاء ثقافة ما امتلاكها لقيم كونية يؤدّي إلى اغتراب الكوني.
الإشكالية:
هل أن ثقافة ما يمكن أن تكون حاملة لقيم كونية أم أن ذلك يؤدي إلى اغتراب الكوني؟

مرحلة التخطيط:
        التحليل:
تحليل أطروحة الموضوع و ذلك بـ :
إبراز النسبية الثقافية وتساوي الثقافات من حيث القيمة.
إبراز شروط تحول خصائص ثقافة ما إلى خصائص كونية:
تحقق ظروف سياسية تشارك في قيم يمكن إن تكون موضوع رغبة كلّ إنسان.
تربية المواطن في الاتجاه الذي يجعله أمينا على القيم التي تحملها الثقافة.
           النقاش:
المكاسب:
تثمين هذا الموقف من جهة كونه يحول الكوني من مجرّد مفهوم متعالي إلى واقع معيش ( هيغل).
تثمين المصالحة بين الكونية والتنوع الثقافي.
]-->الحدود : تنسيب أطروحة الموضوع وذلك بإبراز :
إمكان ادعاء ثقافة ما للكونية ( العولمة).
الخوف من إن تسعى هذه الثقافة إلى فرض قيمها بالقوة.
         الانتهاء إلى الإقرار بان ثقافة ما يمكن إن تكون حاملة لقيم كونية لكن بشرط التسامح مع اختلاف الثقافات الأخرى واحترام خصوصية الشعوب خاصة وأنّ إقرار كونية تشرف الإنسانية ليس متناقضا مع التنوع الثقافي.

التأليف
          «إنّ البربري هو من لا يعترف بإنسانية الآخر»: هكذا تحدث كلود لفي ستراوس على مرض المركزية الإثنية مشيرا إلى أولئك اللذين عند ملاقاتهم للآخر الذي لا يشبههم لا يرون في عاداته و اختلافه إلا انحطاطا للإنساني ووحشية لا تليق بذاتهم "الشريفة"، و كأن صفة الإنسانية توقفت مع حدودهم الجغرافية. و مثل هذه العقيدة تلغي قبليا كل إمكان لقاء إنساني يؤسس قيم إنسانية كونية تتجاوز كل خصوصية, مثل هذه العقيدة تنفي كل أمل في بناء تمثّل لإنساني يكون صالحا لكل الناس. لكن رغم ذلك هناك من المفكرين المتفائلين اللذين أقرّوا بأن ثقافة ما يمكن أن تكون حاملة لقيم كونية. ولكن إذا كان الإنسان مشكّلا بثقافته، وإذا كانت الثقافات تقدم في المكان والزمان إجابات مختلفة على المشاكل التي تعترض الإنسان فكيف يمكن إن ننتمي إلى خصوصية ما دون إن يؤدي ذلك إلى خسران الكوني؟ ثم ما هي الاعتراضات التي يضعها التنوع الثقافي أمام مشروع تحديد إنساني كوني أم انه علينا إن نفكر في الإنسان في واقعه العيني ولا بحسب الكوني؟ أليس هناك زاوية نظر متعالية تمكننا من التفكير في شرف الإنسان بطريقة كونية غير قابلة للاغتراب؟
          إن واقع الثقافات هو واقع التنوع والاختلاف فالإنسانية تتطور في ضروب متنوعة من المجتمعات والحضارات، وهو تنوع ليس مرتبطا بأي حتمية بيولوجية بل بواقع اجتماعي تاريخي. وهكذا فان ثقافة ما لا تستطيع أن تقيم ثقافة أخرى بما أن كل ثقافة تمثل طريقة معينة لحل مشاكل الإنسان فلا تمتلك أي ثقافة معايير مطلقة أو أدوات قيس تجعلها قادرة على الحكم على الثقافات الأخرى. فالثقافة هي الكل الذي يشمل العادات الفنية والعلمية والدينية والفلسفية وكل الأشكال المكتسبة لسلوك مجموعة أفراد، وما يميز الثقافة هو تنوعها بتنوع الشعوب وبالتالي تساويها في مستوى القيمة إذ أن بنية ثقافة ما تبقى نسبية. ومن منطق الاختلاف هذا قد يبدو انه من المستحيل بالنسبة إلى ثقافة ما أن تتقدم كمالكة لمعايير مطلقة تفرض نفسها على كل ثقافة. لكن ذلك لا يمنع ثقافة ما من أن ترتفع على ذاتها في حركة تجاوز بالنسبة لخصوصياتها، حركة تقودها نحو قيم كونية توجه فعلها.
          وذلك ليس مستحيلا بما إن الكوني يقال كفردي وهو ربما ما جعل "هيقل" يقر " إن الكوني ليس إلا عملية تضمين للفردي"، ذلك أن الثقافة في توجهها المطلق عند "هيقل" هي نقطة التحول المطلق نحو الروحاني السامي إلى شكل الكونية. فبفضل الثقافة تستطيع الإرادة الذاتية اكتساب الموضوعية داخل ذاتها فتكون قادرة وجديرة بان تحقق الواقع الفعلي للفكرة بما هي المطلق. و الكوني بهذا المعنى هو الذي يحدد مواقف الذات وهو ما يعني إن الجدلية المركزية للكوني عند " هيقل" هي جدلية الفكرة ذاتها و لذلك ليس هناك أي تغيير كوني ممكن للخصوصية كخصوصية. وهكذا فإنه إذا لم تكن الكونية حاصلة عن تطور الخصوصية كخصوصية فان ذلك لا يمنع ثقافة ما من إن تكسب خاصية أو أكثر من خاصية تجعلها تحمل قيم كونية.
          فعندما تحقق ثقافة ما ظروفا سياسية تشارك في قيم يمكن إن تكون موضوع رغبة كل إنسان يمكن أن تنتشر هذه القيم عبر التلاقح الحضاري، على شرط أن لا تنسى هذه الثقافة أنها لم تخلق هذه القيم و إنما اكتشفتها في ذات وقت اكتشافها للحرية بفضل العقل. فبهذه الكيفية تكون قادرة على تجاوز الخصوصية و تنفتح على كل الناس لان الثقافات تعيش صيرورة و الإنسان هو قبل كل شيء تاريخ سواء على المستوى الفردي أو الجماعي لذلك فان النسق الثقافي لا يمتد فقط في المكان من شعب إلى آخر و لكن أيضا في الزمان من فترة إلى أخرى وليس هنالك ثقافة مثلما يذكرنا "شتراوس" بذلك قادرة على إن تقدم أجوبة نهائية، لذلك فان اكتساب قيم كونية يقتضي في ذات الوقت الإقرار بان كل الثقافات لها نفس القيمة.
          يتعلق الأمر إذن بتربية المواطن في الاتجاه الذي يجعله أمينا على هذه القيم التي تحملها ثقافته فيكون فعلا شاهدا عليها، خاصة و أن مبدأ تساوي كل الثقافات في القيمة يمثل في حد ذاته علامة تسامح و احترام لكل الشعوب، ثم إن التلاقح الثقافي مثلما بين ذلك "شتراوس" هو شرط تطور المجتمعات و الثقافة المنغلقة على ذاتها يكون مآلها الموت, لذلك كان "شتراوس" قد استخلص إن لقاء الثقافات قد يؤدي إلى نتيجتين فإما إن يؤدي إلى تصدع و انهيار نموذج ثقافي، و النموذج المنهار مثلما يشهد التاريخ على ذلك، هو نموذج منغلق على ذاته، كذلك شأن حضارة الأنكا في البيرو التي انهارت أمام الغازي الاسباني من فرط خصوصيتها, و إما إن يؤدي إلى تأليف أصيل بمعنى ولادة نموذج جديد لا يمكن اختزاله في النموذجين السابقين, ذلك هو الشأن مع الثقافات المتفتحة مع بقية الثقافات.
        وهكذا فان إقرار كونية شرف الإنسانية لا يبدو متناقضا مع الاعتراف بالتنوع الثقافي خاصة إن "شتراوس"' بين في دراساته الأنثروبولوجية أن التلاقح بين الثقافات لا يقضي على التنوع وإنما يدعمه. لذلك كان كانط قد نظّر إلى إمكان تحقق كوني إنساني يتأسس في شكل حق سياسي كوني يحقق السلم الدائمة بين الشعوب والدول المختلفة، و الإنسانية يمكن إن تستفيد من التجارب المختلفة للشعوب خاصة و إن العقل هو ميزة كونية للإنساني الذي يمكن على أساسه إن تكتسب ثقافة ما قيما كونية، كذلك هو حال الديمقراطية و حقوق الإنسان في الثقافة الغربية في القرن 18 و 19 كقيم كونية أنتجتها هذه الثقافة.
         يمكن القول إذن إن ثقافة ما قابلة لأن تكون حاملة لقيم كونية وهو موقف يمكن تثمينه من جهة كونه يفتح على مصالحة بين ما هو خصوصي و ما هو كوني، خاصة و إن الإقرار بان احترام الخصوصيات هو ذاته يمكن إن يكون قيمة كونية ثم إن الكوني لا يتقدم كتقنين للخصوصي أو للاختلافات و لكن كفرادة تملصت من المحمولات الهووية، رغم كونها تشتغل في هذه المحمولات. ولكن ماذا لو نزعت ثقافة ما لادعاء الكونية، هل يمكن إن نقول عندها إن الكوني واحد بالنسبة للكل؟ هل يمكن إن نقول عندها إن الانخراط في الكلي لا يرتبط بأي تحديد خصوصي؟
          ذلك هو احد المزالق الممكنة للإقرار بكون ثقافة ما حاملة لقيم كونية, فالكوني قد يفسد عندما يتحقق مثلما اقر ذلك "بودريار" , أليست العولمة هي الشكل الذي تحقق فيه الكوني الذي نظرت له الحداثة الغربية, الم تصبح الحرية والديمقراطية و حقوق الإنسان كقيم كونية مثلها مثل البضائع التي تمرر دون اعتبار للحدود, أليست العولمة تعبيرا عن فشل ثقافة ما في تمرير قيم كونية إلى الثقافات الأخرى, فالعولمة تجسد اغتراب الكوني, إذ تمثل انفتاح هوية ما نحو الهيمنة و بالتالي تمثل خطرا على الإنساني. ثم إن الإقرار بان ثقافة ما يمكن إن تكون حاملة لقيم كونية قد يتضمن خطرا ثانيا هو خطر فرض هذه القيم بالقوة، فالعمل على نشر الحرية مثلا بواسطة الحرب لا يمثل علامة لانتصار الكوني بل هو علامة خسران الإنساني.
          وهكذا يمكن القول بان ثقافة ما يمكن إن تكون حاملة لقيم كونية و لكن مع ضرورة الاحتراس من اغتراب هذا الكوني و الوقوع في موقف شعوبي بحيث تدعي خصوصية ما الكونية وتنحى إلى الهيمنة باستعمال القوة فتقضي على الاختلاف و التنوع بما هو شرط الكوني لذلك لابد من إقرار حق الاختلاف كواقع فعلي معيش لا كمجرد شعار نتبجح به في المنابر و الخطابات، و زاوية النظر المتعالية التي تمكننا من التفكير في شرف الإنسان بطريقة كونية عليها أن تأخذ بعين الاعتبار مخاطر اغتراب الكوني حتى نضمن فعلا السلم الدائم و نحقق الكوني في ذات الوقت الذي نحافظ فيه على التنوع و الاختلافات الثقافية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق